الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات هل أصبحت كرة القدم "دينا عالميا"؟

نشر في  17 جويلية 2018  (14:38)

هل نَصِفَ كرة القدم باللعبة الجميلة؟ ربما يجدر بنا إعادة تسميتها لتصبح "اللعبة المقدسة". فقبل كلٍ شيء، تلك هي الطريقة التي يُجِلُها بها البشر، أولئك الذين لا يستطيعون في الوقت نفسه الاتفاق على أيٍ شيءٍ آخر في العالم.

وبرأي النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي اعتبر ذات مرةٍ أن هدفه المثير للجدل في مرمى إنجلترا عام 1986 أُحْرِزَ بيدٍ إلهيةً وليست يده هو، فإن "كرة القدم ليست لعبة أو رياضة. إنها دينٌ". ويشاطره هذا الرأي - الذي يبدو وكأنه اعتقادٌ دينيٌ راسخٌ - النجم البرازيلي بيليه، خصمه اللدود على لقب اللاعب الأعظم في تاريخ اللعبة على مر العصور، إذ قال ذات مرةٍ إن "كرة القدم هي بمثابة دينٍ بالنسبة لي.. أنا اتعبد للكرة وأعاملها كإله".

ولا يقتصر ذلك التفاني والإخلاص للهواية المقدسة على مارادونا وبيليه.

فكل أربعة أعوام، تلهم بطولة كأس العالم، التي تعد بمثابة طقس ديني، اللاعبين لتقديم عروضٍ فائقة الروعة. وبالنظر إلى الحماسة المفرطة التي تغمر هذا "السر المقدس" - الذي يستمر شهراً - بل وتظل باقيةً بعد انتهائه، من العسير أن نُفاجأ بوجود ملمحٍ وعبقٍ دينييْن في الكثير من الصور التي التُقِطتْ خلال كأس العالم.
ففي اللوحة الشهيرة التي قدم فيها الرسام جوتّو رؤيته لهذا الحدث - الذي رسمه فنانون آخرون أيضاً - تم تصوير الانتقال الإعجازي - لتلك العذابات التي ابتُلي بها المسيح - منه إلى القديس فرانسيس، في شكل حزمٍ من خيوطٍ غير مرئيةٍ تقريباً تشبه في شكلها الخارجي هيئة "الرجل العنكبوت"، وتنبثق من يديّ المسيح وقدميه.